أكد فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أن الإسلام يرحب بكل وسيلة تحبب الدين إلى الناس، وترغبهم في تعظيم شعائره. وأداء الأذان بصوت ندي حسن محبب إلى الأسماع والقلوب: أمر مشروع ومحمود، ولكن يجب أن نختار من أصحاب الأصوات الندية: من لا يعرف الناس عنه انحرافا في سلوكه.
جاء ذلك ردا على سؤال تلقاه الدكتور القرضاوي من إذاعة صوت الخليج FM القطرية حول الحكم الشرعي لقيام الإذاعة بتسجيل (الأذان) وبعض الأدعية والابتهالات الدينية بأصوات بعض الفنانين (الرجال) المشهورين على نطاق الخليج والعالم العربي كي تقدم ضمن حزمة برامجها الرمضانية وغير الرمضانية، خصوصا أن هذه الأصوات لها حب وقرب لدى شريحة كبيرة من الشباب.
وفيما يلي نص الفتوى:
أحمد إليكم الله تعالى وأصلي وأسلم على رسوله الكريم محمد وعلى آله وصحبه..(وبعد،
فإن الإسلام يرحب بكل وسيلة تحبب الدين إلى الناس، وترغبهم في تعظيم شعائره. ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت.
وأداء الأذان بصوت ندي حسن محبب إلى الأسماع والقلوب: أمر مشروع ومحمود، وقد قال النبي r للصحابي الذي رأى الأذان في رؤيا صادقة، أقره عليها الرسول: "علمه بلالا، فإن صوته أندى منك".
ولنا في رسول الله أسوة حسنة: أن تختار للأذان من كان أندى صوتا، وأحسن قبولا لدى الناس، لا كما نرى في بعض المساجد من المؤذنين الذين ينفرون ولا يبشرون.
ولكن يجب أن نختار من أصحاب الأصوات الندية: من لا يعرف الناس عنه انحرافا في سلوكه، كما هو للأسف حال كثير من الفنانين في الخليج وفي غيره من بلدان العالم العربي، إلا من رحم ربك، وهؤلاء يقبل عليهم قوم، ويعرض عنهم آخرون، ويثير أذانهم بعض الإشكالات والاعتراضات من كثير من المتدينين الملتزمين.
ويحضرني الآن فنان مسلم ظهر منذ فترة قريبة، وذاع صيته، وانتشرت أناشيده، وملك القلوب بصوته الرخيم، وتلحينه العذب، وأدائه المؤثر، ذلكم هو (سامي يوسف) الذي يعتبر من الدعاة (الفنانين الدعاة) بتوجههم وسلوكهم وأسلوبهم. فهذا يمكن التفاهم معه على تسجيل أذان مميز بصوته، وأعتقد أنه يرحب بذلك ويسعد به.
هذا ما أراه وأنصح به، والله يوفقكم ويسدد
موقع القرضاوي