يعد التوحد إعاقة ارتقائية تؤثر بصورة واضحة على التواصل والتفاعل الاجتماعي. وفي هذا الصدد تشير سميرة سالم مديرة مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أن التوحد يبدأ بوجه عام قبل العام الثالث من العمر ويستمر طوال الحياة. ويصاحب هذه الإعاقة أنماط غير سوية من السلوك كالانسحاب والانغلاق على الذات، وسلوك نمطي ورغبة في مداومة الأعمال الروتينية، وعدم قبول أي تغيير في البيئة التي يعيش فيها، أي أن هذا الاضطراب يتسم بظواهر سلوكية وأبعاد نمائية، ما يزيد من صعوبة النتائج البحثية والعلاجية بالنسبة للتشخيص، والتدخل العلاجي المناسب.
المتوحد يرفض قبول أي تغيير في البيئة
التي يعيش فيها!!!
عن التدخل العلاجي للأطفال المصابين بالتوحد، أشار حسام صابر إبراهيم الأخصائي النفسي، إلى أنه يرتبط بالتشخيص الدقيق للطفل التوحدي ومستوى أدائه الوظيفي والصعوبات المصاحبة للحالة، وعمر الطفل، والمستوى اللغوي له، والمهارات الاجتماعية عند التشخيص، وغير ذلك من العوامل التى تعد من منبئات فعالية التدخل العلاجي.
وقد ركزت معظم التدخلات العلاجية علي الطرق السلوكية، كما أشارت نتائج الأبحاث والدراسات المتعلقة بهذا الموضوع إلى حدوث تحسن كبير مع العلاج.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما السبب فى حدوث هذا التحسن؟ هل السبب هو نوع الاستراتيجية المستخدمة، أم تكثيف العلاج، أم عمر الطفل، أم سمات أخرى للطفل مثل القدرات المعرفية، اللغة، المهارات الاجتماعية في عمر التشخيص، وتعد هذه الأسباب منبئات لفاعلية التدخل العلاجي.