تعد من خيرة نساء الأنصار من بني الأشهل فهي ابنة عم معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة، وهي التي ألبست السيدة عائشة رضي الله عنها زينتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي سفيرة النساء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .




كانت أسماء بنت يزيد الأنصارية واحدة من النسوة الطاهرات اللاتي ضربن أروع الأمثلة في الإيمان والعلم والصبر والعقل والحكمة، وقد أسلمت في السابقين من الأنصار على يد مصعب بن عمير .




جرأة وبلاغة




كانت أسماء تسمع النبي صلى الله عليه وسلم إذا أشرف على بيوت عبد الأشهل يقول: “ماذا في هذه الدور من خير؟ هذا خير دور بني الأنصار” وقد اشتهرت بأنها سفيرة النساء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حيث دخلت عليه يوماً وهو في ملأ من الصحابة وقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بعثك الله إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك وإنّا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهوتكم وحاملات أولادكم وإنكم يا معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجامعات وعيادة المريض وشهود الجنائز والحج وأفضل من ذلك كله الجهاد في سبيل الله وإن الرجل إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا أولادكم، فما نشارككم في هذا الخير والأجر؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه كله إلى أصحابه وقال: “هل سمعتم مقالة امرأة تهتدي إلى مثل هذه فالتفت النبي إلى المرأة قائلاً: “افهمي أيتها المرأة واعلمي مَنْ خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله” فانصرفت أسماء وهي تهلل: الله أكبر .




وروت أسماء بنت يزيد قائلة: “مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في جوار أتراب لي فسلم علينا وقال: “إياكن وكفر المنعمين” فقلت: يا رسول الله وما كفر المنعمين؟ فقال: “لعل إحداكن تطول ايمتها بين أبويها ثم يرزقها الله زوجها ويرزقها منه ولدا فتغضب فتكفر فتقول: ما رأيت خياراً قط” .




كان لها باع طويل في عالم الجهاد، ففي غزوة أحد قتل أبوها يزيد بن السكن وعمها زياد واخوها أمل وابن عمها عمارة بن زياد فلما بلغها مقتلهم وعلمت بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبرت كل مصيبة بعد رسول الله هينة وشهدت أسماء كثيراً من الأحداث المهمة في الإسلام، فقد بايعت بيعة الرضوان، وخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية، وحضرت غزوة الخندق وشاركت فيها .




بطلة “اليرموك”




لم تتوقف عن الجهاد حتى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ففي السنة الثالثة عشرة من الهجرة خرجت إلى بلاد الشام لتأخذ مكانها في جيش المسلمين في اليرموك لتسقي وتداوي الجرحى، ولم يكن عملها مقصوراً على ذلك بل انغمرت في الصفوف وقتلت تسعة من الروم بعمود فسطاطها، وغنمت من المعركة فتحسست الدراهم التي تملأ كيسها، فخيل لها أنها نار قد لحقتها وتذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من ترك دينارين فقد ترك كيتين” فانتفضت وخرجت ومعها كيس مملوء بالدراهم وراحت تطرق أبواب جيرانها الفقراء المساكين .




وسألت الرسول ذات مرة: أخبرني عن اسم الله الأعظم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم)، (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) فانصرفت أسماء مهللة ولقيت ابن عمها معاذ بن جبل رضي الله عنه فاخبرته بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فتبسم وقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “كلمتان تملآن بين السماء والأرض لا إله إلا الله والله أكبر” فقالت أسماء: زدني يا أبا عبدالرحمن، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لن تحسر أهل الجنة على شيء مثل ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها” .

جزاكي الله خيرا وبررك فيكي ونفع بكي
سلمت يمناكي

جزاكى الله كل خير