الكوابيس المتكررة تؤثر في نشاط الأطفال نهارا

الكوابيس المتكررة تؤثر في نشاط الأطفال نهارا

أ. د. أحمد باهمام
عبد الله زايد من الرياض
أوضح البروفيسور أحمد سالم باهمام، أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم في كلية الطب ـ جامعة الملك سعود، ومدير مركز تشخيص وعلاج اضطرابات النوم في مستشفى الملك خالد الجامعي، أن الأحلام المزعجة والكوابيس خلال النوم تجربة مر بها الكثيرون وهي تحدث على فترات متباعدة لكنها لدى بعض المرضى تحدث بصورة متكررة، مما قد ينعكس سلباً على حياة الحالم وعلى نفسيته، وقال: يمكن طبياً تقسيم الأحلام المزعجة إلى قسمين: قسم يحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة ويعرف بالكابوس، والقسم الآخر يحدث خلال المرحلة الثالثة والرابعة من النوم (النوم العميق) ويعرف طبيا برعب النوم، ويتميز النوع الأول بأنه يحدث عادة في نهاية النوم (الساعتين الأخيرتين من النوم) وعادة ما يتذكر المصاب تفاصيل الحلم وهذا هو النوع الشائع، أما النوع الثاني فيتميز باستيقاظ مفاجئ من النوم العميق مصحوباً بأحاسيس خوف وهلع شديدة وزيادة في نبضات القلب وسرعة في التنفس ولا يتذكر المريض عادة تفاصيل الحلم ويحدث هذا النوع في الثلث الأول من النوم.
وأضاف أن الكوابيس تحدث بكثرة عند الأطفال ولكن بصورة غير مستمرة، حيث يعاني 20 إلى 50 في المائة، الأطفال من سن خمس إلى عشر سنوات من الكوابيس أحياناً، وقال: أظهرت دراسة أجريناها على طلاب وطالبات المدارس الابتدائية في مدينة الرياض أن 5 في المائة من الأطفال يعانون الكوابيس بصورة شبه مستمرة، وقد تؤثر الكوابيس المتكررة في نشاط الأطفال في النهار، وفي العادة تقل الكوابيس عند تقدم عمر الطفل، ويوصى بتشجيع الأطفال على سرد وذكر الكوابيس التي يرونها في أحلامهم للوالدين وللمعالجين، حيث أظهرت الدراسات أن مجرد سرد الأحلام المزعجة للوالدين يساعد على اختفائها.
موضحا أن الكوابيس لدى الكبار تحدث بصورة أقل بكثير وتكون عادة نتيجة للضغط والتوتر النفسي أو نتيجة لحوادث مؤلمة وتحتاج في العادة لمراجعة المختصين للحصول على العلاج.
كما نبه البروفيسور باهمام الآباء والأطباء إلى أهمية استكشاف نظام النوم عند الأطفال الذين يعانون اضطرابات سلوكية مثل اضطراب نقص الانتباه Attention deficit disorder أو من فرط النشاط قبل بدء أي علاج لأن اضطرابات النوم قد تسبب هذه الأعراض والاضطرابات وعلاج اضطرابات النوم قد يحل المشكلة.
وقال: قد تؤدي معالجة الشخير ومشكلات النوم الأخرى مثل صعوبة التنفس إلى معالجة بعض المشكلات العامة التي تواجه الأطفال، خصوصا تلك المتعلقة بسلوكهم.
وأضاف أن مشكلات التنفس أثناء النوم عند الأطفال مشكلات معروفة وشائعة ويدركها الكثير من الآباء والأمهات الذين يعاني أطفالهم منها. ومن هذه المشكلات الشخير وتوقف التنفس عند الأطفال والتي من أعراضها الأساسية الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم والتنفس من الفم أثناء النوم وكذلك كثرة الحركة وعدم الاستقرار أثناء النوم. وقد وجدنا في بحث نشرناه حديثا في حوليات الطب السعودي على عينة من الأولاد والبنات من سن 6 إلى 12 سنة أن نحو 21 في المائة من الأولاد و15 في المائة من البنات يعانون الشخير أثناء النوم وقد لاحظ الآباء أن نحو 15 في المائة من الأطفال يوقفون التنفس أثناء النوم. موضحا أن سبب المشكلة عند الأطفال في العادة تضخم اللوزتين واللحمية وتتحسن الحالة كثيرا بإزالة اللحمية.
يقول باحثون إن الأطفال الذين يعانون الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم يكونون أكثر عرضة بمعدل الضعف للإصابة ببعض المشكلات السلوكية الشائعة عند الأطفال، مثل الزيادة المفرطة في النشاط البدني وتشتت التركيز وهذا بعكس ما يحدث عند الكبار المصابين بالمشكلة نفسها والذين يعانون في العادة الخمول والكسل وزيادة النعاس.
وقال: إن هذه المعلومات تضاف للأدلة السابقة التي أشارت إلى أن المشكلات التي تحدث خلال النوم عند الأطفال يمكن أن تكون لها صلة ببعض المشكلات السلوكية، وربما من أهمها ظاهرة تشتت الانتباه والنشاط المفرط.
ويبدو أن نقص النوم عند الأطفال مهما كان سببه يؤدي إلى النشاط المفرط ونقص التركيز والانتباه.
وبين البروفيسور باهمام أن الإحصاءات تقدر أن نسبة الأطفال الذين يعانون مشكلات سلوكية من أكثرها شيوعا تشتت الانتباه والإفراط في النشاط تبلغ ما بين 4 و12 في المائة بين الأطفال ممن هم في عمر المدارس.
وقال: كانت دراسات عديدة قد حددت وشخصت وجود صلة بين الخلل في سلوك الأطفال ومشكلات النوم، لكن العلماء منقسمون في تحديد أي منهما هو سبب الآخر.
هذه النتائج تعيدنا مرة أخرى إلى أهمية أن يحصل أطفالنا على نوم كاف لأسباب كثيرة.
لذلك على الوالدين أن يحرصوا كل الحرص على متابعة نظام نوم أطفالهم والاهتمام بحصولهم على نوم كاف، كما أن عليهم مراجعة المختصين في حال عانى أطفالهم الشخير أو اضطرابات التنفس أثناء النوم.

احسنت الطرح جزاك الله خيرا كثيرا

وادخلك الفردوس بعملك الصالح

جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

جزاك الله خيرا

الكوابيس المتكررة تؤثر في نشاط الأطفال نهارا

الكوابيس المتكررة تؤثر في نشاط الأطفال نهارا

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة