الســـنة الـــــثالثـــة:
ـــــــــــــــــــ
تمتاز هذه المرحلة بنمو تدريجي متنوع أكثر ارتباطاً بالتجارب و الخبرات منه في المرحلة السابقة
و في المقابل فان هناك تغيرات سريعة في النمو العــقلي حيث تــتعرض عــمليات التعــليل والادراك
و الذاكرة الى تغيرات دقيقة، فينتقل الطفل في سلوكه على الافعال الحسية الحركيه الى الاعتماد عــلى
التعليل .
النمو الجسمـي:
ـــــــــــــــــــ
تستمر سرعة النمو في هذه المرحلة وان بدت اقل سرعة من المرحلتين السابقتين ، فتختلف اجزاء
الجسم من حيث السرعه في النمو ،فينمو الرأس بطيئاً ،وينمو الجذع نمواً متوسطاً اما الاطراف
فتنمو بسرعة، ليصل طول الطفل الى 96 سم تقريباً ويبلغ وزنه 14,5 كغم .
وتستمر الاسنان اللبنية في الظهور لتصل الى عشرين سناً وذلك بنمو أربعة اضراس خلفية، مـا بين
اربعة وعشرون الى ثلاثين شهراً .
ويصبح وزن الدماغ في نهاية السنة الثالثة 80% من وزن الدماغ عند الراشد و تزداد تبعاً لذلك
سيطرة الطفل على أجهزة جسمة و تنمو قدرتها على القيام بوضائفها .و ستطيع الطفل ابن الثالثة
على ضبط الاخراج ضبطاً كاملاً .
اما بالنسبة لتطور الحركي ، فيعتبر في هذه المرحلة خالياً من القفزات النمائيه،انما يتطور بصـــورة
تدريجيه هـــادئه تتــأثر بشكل ايجابي بالتدريب والخبرات والتجارب التي يمـــر بها الطفــــــل، ومـــن
تلك المهارات... قدرة الطفل على الجري والقفز والحركة السريعه ، و يستطيع ابن الثالثة الـــــمشي
بخطوط مستفيمة ولكنه يعجز عن المشي بشكل دائري لافتقاره لتوازن ، اما التسلق فقد يتمكنون
من تسلق الاشجار والسلام و لكن يجدون صعوبة في النزول وذلك لعدمسيطرتهم على انتظام تناوب
نزول القدمين.
النمو العقلــــي:
ــــــــــــــــــ
يمتاز النمو العفلي في هذه المرحله بحدوث تغيرات واضحه اذا ما قورن بالمرحلتين السابقتين ، فمن
وجهة نظر العالم "بياجيه"ان النمو اعقلي في هذه السنة يمربـــ"مرحلة ما قبل العمليات"، فبامكان
الطفل التعامل بالصور الذهنية و بالرموز كما يتناول الافعال والتصرفات الصريحه الظـــاهره ، فنرى
الطفل يعامل مكعب الخشب مثلاً وكانه سيارة متحركة فيصدر ضجيجاً كالذي يصدره محرك الســـيارة.
كما تزداد قدرة الطفل في هذه المرحلة على اكتساب بعض المفاهيم الحسية مثل مفهوم الحجم والشكل
فمثلا ( يستطيع التفرقه بين الكره الكبيره والصغيره ).اما المفاهـيم المجرده فلا يــستطيع ادراكـــــها
فادراكه لزمن ضعيف جداً فلا يقدره تقديراً سليماً، ولهذا يرفض الطفل التاجيل وان كان لوقت قصير
معتبراً بذلك ان تلك الوعود رفض لمطالبة.
اما التفكير عند الطفل فيعتمد على الصور الحسيه اكثر من اعتماده على الافكار والمعاني لذلك يعتبر
التعليم عن طريق اللعب ابلغ من التلقين والشرح ، و يؤمن الطفل بالفكرة (الاحيائية) في هذا العمر
وهي ان يعتبر الاشياء الجماده حية تشعر بالالم والحراره والجوع مثلة تماما .
و بالنسبة لانتباه الاطفال بهذا العمر فهو حسي قسري ، بمعنى انهم ينتبهون الى الاشياء المحسوسه
اكثر من المجرده والى الاشياء التي تأسر انتباههم وتثيرهم، وهذا يفسر انتباه الاطفال المفاجئ لبرامج
الكرتون او الاعلانات ،فتأسر انتباههم لانها مثيره ومشوقه والاهم من ذلك لانتقالها من موضوع لاخر
متماشية بذلك مع انتباههم القصير و المشتت حيث يجد الطفل صعوبة في ان يضل ملتفتاً لموضوع واحد
لفتره طويلة. ومن الجدير بالذكر هنا ان الاطفال في هذه المرحله يفضلون تقليد الكبار في كل شئ .